fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 19 أبريل 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير تطورات المشهد التركي خلال الفترة من 11 إلى 18 أبريل 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع:

القمة الإسلامية وإطلاق الحساب الرسمي لأردوغان باللغة العربية على (Facebook):

كان أول منشور على الصفحة الرسمية، بعد نشر عدة صور للرئيس أردوغان دون منشورات، بتاريخ 13 أبريل 2016، وكان نص المنشور الأول: بفضل الله تعالى تم توثيق واطلاق الصفحة الرسمية قبل قليل لرئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان باللغة العربية، سيتم اغلاق كافة الصفحات الأخرى غير الرسمية”.

وبعد ذلك وطوال اليوم الأول والثاني من إطلاقها تابعت الصفحة تغطية لفعاليات القمة الإسلامية التي استضافتها تركيا، ونشرت مباشرة أهم نقاط خطاب الرئيس أردوغان في افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي، بتاريخ 14 أبريل 2016، وذلك على النحو التالي:

– ترتفع في انحاء الأرض صرخات المظلومين، وللأسف معظمهم من المسلمين .

– الطائفية في مقدمة المشاكل التي يجب أن نتغلب عليها .

– المنظمات الإرهابية التي تهاجم المسلمين باسم الدين لا تمثل الإسلام .

– أكثر أضرار المنظمات الإرهابية – فيما عدا بعض العمليات الاستعراضية – تقع على المسلمين .

– الدول الغربية للأسف لها موقف متردد من المنظمات الإرهابية .

– من الضروري مواجهة كافة المنظمات الإرهابية بنفس الحزم .

– سوف نزيد من مستوى تعاوننا ضد الإرهاب والجرائم الأخرى .

– لا ينبغي علينا كمسلمين أن ننتظر العون من الآخرين لحل خلافاتنا

– ثمة ارتفاع في الغرب في درجة الإسلاموفوبيا وعدد جرائم الكراهية .

– العالم الإسلامي الذي يمثل ربع سكان العالم غير ممثل ولو بمقعد واحد دائم العضوية في مجلس الأمن .

– لم تعد ظروف الحرب العالمية قائمة الأولى، والعالم أكبر من 5. إصلاح بنية الأمم المتحدة أصبح ضرورة .

– كعالم إسلامي يجب علينا أن نكافح للحصول على حقوقنا. وعلينا الاهتمام بالأمن والعدالة والتنمية على نحو خاص .

– يجب أن يكون هناك هلال أحمر مشترك لدول العالم الإسلامي .

– علينا العمل على اضطلاع النساء بأدوار أكثر فاعلية، فهن نصف العالم الإسلامي ونصف سكان العالم ككل. أقترح إنساء مؤتمر إسلامي نسائي في بنية منظمة التعاون الإسلامي مقره إسطنبول .

– يجب أن يكون لنا نظام تحكيم خاص بنا.أقترح إنشاء منظومة تحكيم دولية مقرها إسطنبول .

– الظلم الذي يعيشه أشقاؤنا الفلسطينيون بسبب الاحتلال الإسرائيلي ما زال جرحاً نازفاً فينا .

– بعد نصف قرن من تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، لا القدس تحررت، ولا الظلم الواقع على الفلسطينيين انتهى .

– على الاحتلال الإسرائيلي أن ينتهي، لتقوم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية .

– يجب على المنظمة أن تهتم بالشعوب المسلمة التي تكافح من أجل حقوقها ومستقبلها .

– خروج الملايين لدول اللجوء رغم خطر الموت يجب أن يدفعنا للجلوس والتفكير بعمق .

– ينبغي أن تنطلق قراراتنا من وعينا كأمة مسلمة، وأن نعمل على تطبيقها بأقصى سرعة ممكنة .

وفي نفس اليوم نشرت الصحفة الرسمية للرئيس أردوغان، المقال الأول له باللغة العربية، والذي تم نشره بالتزامن مع عدد من المواقع العربية، وجاء تحت عنوانقمة إسطنبول من أجل العدل والسلام”، وجاء نص المقال على النحو التالي:

مهما اختلفت آراؤهم السياسية وجنسياتهم، ومعتقداتهم الدينية أو ثقافاتهم، يبقى العدل والسلام رغبة مشتركة بين جميع البشر، ويشكل ما يعدّ التاريخ البشري أيضا تاريخا من البحث عن العدل والسلام .

بداية من اسمه المنحوت من الجذر العربي “سلم”، يأمرنا الإسلام بإقامة العدل في جميع مجالات الحياة السياسية والتجارية والاجتماعية والاقتصادية، ويحضنا على العدل بدءا من الأسرة باعتبارها نواة المجتمع. وعلى مدار التاريخ الإسلامي الممتد لأربعة عشر قرنا، كانت السمة الأكثر بروزا لدى دول المسلمين التي تأسست في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط هي أهمية إرساء العدل والسلام .

“يأمرنا الإسلام بإقامة العدل في جميع مجالات الحياة السياسية والتجارية والاجتماعية والاقتصادية، ويحضنا على العدل بدءا من الأسرة”. لكن مع ذلك نلاحظ اليوم أن المدن الإسلامية التي يُفترض أن تكون رمزا للعدل والسلام، أضحت عوالم تفتقر أشد الفقر لهذين المفهومين، ابتداء من سوريا مرورا بالعراق وأفريقيا الوسطى وليبيا، إلى فلسطين واليمن، يكافح الملايين من إخواننا وأخواتنا من أجل البقاء، ويتوقون للسلام والأمان والكرامة الإنسانية .

أما المدن القديمة الزاخرة بأعمال الحضارة الإسلامية الفنية، وبالمكتبات والمساجد والأضرحة وغيرها من الآثار التاريخية، فيتم تدميرها وتحويلها إلى أنقاض أمام أعيننا على أيدي المنظمات الإرهابية والأنظمة الوحشية .

يُسحق العالم الإسلامي اليوم تحت وطأة أخطر المشاكل التي يواجهها منذ الحرب العالمية الأولى، فالعديد من الدول الإسلامية تُحرم من السلام والأمان جراء المواجهات المسلحة والحروب الأهلية، والدول المنهارة، والهياكل السياسية المتداعية .

لقد أضحت هذه المشاكل تمثل تهديدا ليس فقط على الاستقرار الإقليمي بل على السلام العالمي؛ فكما هي الحال في سوريا أسفر تدخل الدول الأجنبية التي لا تتمتع بأدنى دراية بمجتمع وثقافة وقيم وتاريخ المنطقة، ومن خلال استخدامها الأسلحة ودعمها الحكومات غير الشرعية لخدمة مصالحها الخاصة، أسفر عن الوصول بتلك المشاكل إلى طرق مسدودة .

علاوة على ذلك، أسفر التحريض الطائفي عن انقسام أكبر في صفوف المسلمين، وتبقى حقيقة أن أوروبا عالجت هذه المعضلة في وقت مبكر من القرن السابع عشر، بينما لا يزال العالم الإسلامي أسيرا لها في القرن الواحد والعشرين، وهو أمر يتعين علينا أن نوليه اهتماما فائقا .

“المدن الإسلامية التي يُفترض أن تكون رمزا للعدل والسلام، أضحت عوالم تفتقر أشد الفقر لهذين المفهومين: العدل والسلام ”

لقد تمت إثارة هذا الخلاف الذي يقوم على أسباب سياسية لا دينية باسم الجشع السياسي والمصالح القصيرة الأمد، وتظل المنظمات والقوى الإرهابية المعروفة بالعداء الذي تكنّه للإسلام أهم المستفيدين من هذه السياسات التي تحرض على الكراهية والعداء بين الجماعات العرقية والدينية وأبناء مختلف الطوائف الذين تعايشوا معا لقرون خلت .

وصارت بعض فئات المجتمع لاسيما الشباب، الذين أضحوا يسعون خلف قيم جديدة كردة فعل على التوترات الطائفية والاجتماعية، عرضة لاستغلال المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، ولا يمكن للدول الإسلامية ولا ينبغي عليها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذا الوضع .

لم تعد مشكلة الإرهاب في عصرنا الحاضر معنية بعدد محدود من البلدان والمناطق، بل اكتسبت بعدا عالميا، ويبقى أكثر المتضررين من موجة الإرهاب الممتدة من أوروبا إلى جنوب آسيا، ومن غرب أفريقيا إلى القارة الأميركية، هم مرة أخرى المسلمون، ورغم اختلاف قوى الحقد في الأسماء والأيديولوجيات تتشاطر جميعها الهدف ذاته، إنها تحاول تدمير الذاكرة والقيم المتراكمة وحاضر ومستقبل المسلمين .

ويعمل دعم تصعيد العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية على الإساءة وإثارة جميع المسلمين، ويتم اليوم بالعديد من المدن في أوروبا إضرام النار ومهاجمة المساجد والزوايا وأماكن العمل والمباني التابعة للمسلمين، ولذلك فمن المحتم علينا أن نقف ضد إقحام المسلمين واتهامهم بأمور لم يضطلعوا فيها بأي شكل من الأشكال، ولكنهم يدفعون مع ذلك لقاءها أبهظ الأثمان .

“تظل المنظمات والقوى الإرهابية المعروفة بالعداء الذي تكنّه للإسلام أهم المستفيدين من هذه السياسات التي تحرض على الكراهية والعداء بين الجماعات العرقية والدينية ”

كدولة حاربت ضد منظمة إرهابية انفصالية لمدة ثلاثين عاما، وضحّت بأربعين ألفا من مواطنيها جراء الهجمات الإرهابية، نعلم جيدا الهدف من وراء الإرهاب والمسار والدمار الذي أحدثه، ونحاول جاهدين إقناع المجتمع الدولي من أجل صياغة موقف مشترك بشأن هذه المسألة .

لكن لا بد لي من القول مع الأسف إن الحساسية اللازمة والموقف الحازم لم يظهرا عندما تعلق الأمر بالمنظمات الإرهابية التي تعد عدوا للبشرية جمعاء .

وعلى الرغم من أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب (YPG) يعملان بوصفهما الذراع السورية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، يجبران إخواننا وأخواتنا العرب والتركمان على مغادرة المناطق التي قطنوا فيها لآلاف السنين، وينفذان عملية تطهير عرقي، ويعذبان السكان الأكراد لعدم تبنيهم أفكارهما، فإنهما لا يزالان يتمتعان بالقبول، بل يدعمان كشريك جدير بالثقة من قبل العديد من البلدان .

وأيا كانت الأسباب، فإنه من الخطأ الفادح أن نفرق بين المنظمات الإرهابية، وأن نحاول محاربة “الإرهابيين الأشرار” بمساعدة من يسمون “الإرهابيين الأخيار”؛ هذا النهج من سياسة الكيل بمكيالين يشجع المنظمات الإرهابية ويقوّض جهود الكفاح ضد الإرهاب .

ولذلك فإن الطريقة الوحيدة لهزيمة التنظيمات الإرهابية تمر من خلال تعزيز التعاون والتضامن بين أعضاء المجتمع الدولي، مع تقلّد المسلمين منصب القيادة، وأنا مؤمن بأن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي سوف يضطلعون بدور قيادي في هذا المسعى .

علينا نحن المسلمين أن نرفع أصواتنا ضد كل أنواع الظلم بصرف النظر عن منفذيه ومصدره، وعلينا الوقوف بجانب الضحايا أيا كانوا، فهوية الظالم أو الضحية ليست ذات أهمية. وانطلاقا من هذا الأساس فتحت تركيا أبوابها أمام اللاجئين الذين يحاولون الفرار من الصراعات المسلحة في سوريا والعراق، لم نتخل عنهم أو نتركهم تحت رحمة المنظمات الإرهابية أو الأنظمة التي تطبق إرهاب الدولة .

واليوم يعيش أكثر من ثلاثة ملايين من إخوتنا وأخواتنا من سوريا والعراق في العديد من المدن والمخيمات التركية كضيوف على دولتنا، وسنواصل رعاية إخواننا وأخواتنا حتى تضع الصراعات المسلحة أوزارها، وحتى يحل السلام في أوطانهم مرة أخرى .

تستضيف إسطنبول هذا الأسبوع مؤتمر قمة قادة منظمة التعاون الإسلامي الثالث عشر، وخلال ما يربو على نصف قرن تقريبا منذ تأسيسها، أضحت منظمة التعاون الإسلامي عبر الجهود التي تبذلها البلدان الأعضاء، أكبر منصة تناقش وتتشاور حول قضايا العالم الإسلامي، حيث يتم فيها تبنّي أهم القرارات بشأن تلك القضايا .

وتحظى قضية فلسطين والقدس التي كانت السبب الأول وراء تأسيس المنظمة، بالأولوية بين بنود جدول الأعمال، ونحن نؤمن بأن المشاكل السائدة في العديد من الأماكن ضمن منطقتنا، وخاصة في سوريا والعراق، مدرجة أيضا ضمن أهم مسؤوليات المنظمة .

لا بد لي من التأكيد مع التشديد الخالص على أننا نجتمع هنا في إسطنبول في الثالث عشر والرابع عشر من أبريل/نيسان الجاري ليس بوصفنا شيعة وسنة، أفارقة وآسيويين، شرقيين وغربيين، سودا وبيضا، أغنياء وفقراء، من أبناء هذا العرق أو ذاك، بل بوصفنا قادة يتحملون عبء مسؤولية 1.7 مليار مسلم وأعباء البشرية جمعاء. نجتمع هنا كأعضاء في حضارة تؤمن بأن الإنسان أكثر المخلوقات تكريما وتنص أن على الإنسان أن يحيا إذا أردنا للدولة أن تحيا .

نحن ندرك العبء الثقيل الذي نحمله على عاتقنا خلال هذه الأوقات الصعبة، وأعتقد بأن علينا أن نقارب مشاكلنا من خلال إعطاء الأولوية لقضايا الأمة وإعلائها فوق مصالحنا الفردية، لنترك بالتالي بصمتنا في القرن الواحد والعشرين، ليس من خلال العمل كقوة حامية فحسب، وإنما وفي الوقت عينه كقوة مؤسسة وبناءة وموجِهة، وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمجتمع الإسلامي الذي يشكل ربع سكان العالم، كي يستطيع أن يتبوأ مكانته التي يستحقها ضمن النظام العالمي .

إن اعتماد وثيقة “IIT-2025: خطة العمل” التي تحدد الأهداف على مدى السنوات العشر المقبلة في قمة إسطنبول، ستكون -إن شاء الله- خطوة قيمة للغاية في هذا الاتجاه، وخلال فترة رئاستنا للمنظمة سنبذل كافة ما في وسعنا لضمان نجاح هذه الخطة .

أتمنى أن تعمل القمة الإسلامية الـ13 على تعزيز الآمال من أجل السلام والعدل لأمة أنهكتها الصراعات الطويلة، وأشكر جميع القادة والضيوف الذين سيشرفون اجتماعنا، وأدعو الله أن تكون هذه القمة لصالح البشرية جمعاء .(نص المقال، الحساب الرسمي للرئيس أردوغان على الفيس بوك، بتاريخ 14 أبريل 2016).

ثم نشرت الصفحة الخطاب الكامل لرئيس الجمهورية ‫#‏أردوغان في ختام ‫#‏القمة_الإسلامية، بتاريخ 16 أبريل 2016، والذي أكد على عدد من المضامين الأساسية، وذلك على النحو التالي:  (رابط النص):

1ـ سنضاعف جهودنا خلال فترة ترؤسنا للقمة:

ذكر الرئيس أردوغان، أن منظمة المؤتمر الإسلامي، التي أنشئت في عام 1969، هي ثاني أكبر منظمة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة حيث تضم 56 دولة ذات عضوية و 5 دول مراقبة، مؤكدا أن منظمة المؤتمر الإسلامي هي المنصة الدولية الوحيدة التي تجمع كل بلاد المسلمين معا. وقال “تركيا عضو نشط في المنظمة منذ نشأتها، وقد بذلت جهودا لجعل منظمة المؤتمر الإسلامي أكثر فعالية. وسوف نكثف هذه الجهود خلال فترة رئاستنا خلال السنتين القادمتين”.

لافتا النظر إلى أن القمة الإسلامي الـ13 التي نظمت، هي أعلى سلطة في منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تم تنظيمها في قمة اسطنبول تحت شعار “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”، وشدد الرئيس أردوغان، على استحالة تحقق العدالة و السلام دون الوحدة والتضامن. وأضاف : “أؤكد أننا يجب أن نبني نهجنا للوحدة على مبدأ الوحدة في التعدد. ونحن، كمسلمين، لا يمكن التغلب على مشاكلنا إلا إذا نجحنا في التوحد على الرغم من خلافاتنا. من المحزن حقا أن نرى ورثة حضارة، قامت على السلام والعدالة متنازعين تتفشى بينهم الحروب الأهلية والصراعات المسلحة والتهديدات الطائفية والإرهاب “.

2ـ الاتهامات الموجهة للعالم الإسلامي بالعنصرية والإرهاب

في إشارة الى التهديدات الطائفية والعنصرية والإرهاب التي هي أخطر المشاكل التي تضعف العالم الإسلامي، قال الرئيس أردوغان متحدثا عن الطائفية : “أولئك الذين يقتلون وأولئك الذين يتعرضون للقتل من المسلمين. كلاهما يقول الله أكبر. كما قلت خلال خطابي أمس، ديني ليس انتمائي للسنة ولا الشيعة. ليس لدينا سوى دين واحد، وهو الإسلام. أنا مسلم فقط “. وفي حديثه عن الخطر الثاني وهو العنصرية قال الرئيس أردوغان ” خلق الله البشر ليتنافسوا في إعمار الأرض ونحن نحترم كل منافس. نحن نحترم أي جنس أو عرق موجود في العالم بغض النظر عما إذا كان عربيا أو تركمانيا أو كرديا أو شركسيا أو جورجيا إن العنصرية والصراع من أجل التفوق على الآخرين تفرقنا وتجعلنا عديمي الرحمة وغير إنسانيين. إنها لمشكلة كبيرة إذا كان هذا التهديد العنصري سائدا بين المسلمين “. وفي الحديث عن الخطر الآخير وهو الإرهاب. قال إن “الإنسانية جمعاء تدفع ثمن الإرهاب وشره إن بلادنا تعاني من الإرهاب منذ 35 عاما ومازالت الخسائر البشرية والمادية مستمرة حتى اليوم “.

3ـ روسيا تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح

تحدث أردوغان، عن ارتفاع وتيرة المنظمات الإرهابية داخل حزب العمال ، وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات المقاومة الشعبية ، وأضاف بالقول: “روسيا تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح الحقائق واضحة. لقد سمحت للحزب بفتح مكتب في موسكو. لم يعد سرا من الجانبين وهناك منظمات إرهابية أخرى كما تعلمون هي داعش التي نشأت في العراق وانتشرت في سوريا وهي الآن تتابع نشاطها في قارات ودول متعددة وهناك أيضا بوكو حرام التي تلحق الأذى والخسائر الفادحة في العالم “. وفي إجابة عن سؤال أحد الصحفيين بأن هذه المنظات إسلامية قال الرئيس أردوغان ” الإسلام دين السلام ولا يمكن أن يكون لمن يرهب الناس أن يكون مسلما حتى لو ادعى الإسلام ” .

4ـ معظم الأزمات في المناطق الجغرافية ذات الأغلبية المسلمة

أشار أردوغان، إلى أن النظام العالمي الظالمم وتدخلاته أدت إلى ظهور هذا المشهد المفجع الذي لا يمكن تجاهله، مؤكدًا أن معظم الأزمات الإنسانية تندلع في مناطق جغرافية ذات أغلبية مسلمة، وهي حالة ينبغي دراستها والعمل على إيقافها .

واستطرد أردوغان “لماذا يسود الإرهاب في البلدان التي يرجع أصل شعوبها إلى الإسلام ؟ من يقف وراء هذا؟ من هي العناصر والدول التي تقف وراءهم وتدعمهم؟ “عندما نستطيع أن نجيب عن هذه الأسئلة ستتوقف حوادث الإرهاب وإن لم نتدارك ذلك فإنها ستؤدي في وقت لاحق إلى حرب أهلية .

وشدد السيد الرئيس أردوغان، أنه قد تم تأسيس منظمة التعاون الإسلامي في سبيل تعزيز التضامن بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وإيجاد حلول لمشاكلهم. وقال الرئيس أردوغان في إشارة إلى الاسم السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي، التي كانت منظمة المؤتمر الإسلامي “هذا الاسم لم يكن يصلح لمنظمة كهذه بل كانها تعقد مؤتمرا حول موضوع الإسلام . لكن منظمة التعاون الإسلامي هي شيء مختلف. ينبغي أن نفترض شكلا من أشكال التنظيم. آمل الآن أن تتخذ منظمة التعاون الإسلامي خطوات هامة لتكون بقدر اسمها “.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أنه بمناسبة انعقاد القمة، كان لديه فرصة لعقد عدد كبير من الاجتماعات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا، بما في ذلك العلاقات المتبادلة والطائفية والحروب الأهلية وقضايا التنمية .

5ـ تشكيل مركز ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي للتعاون الاستخباراتي والأمني

قال أردوغان، إن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وافقت على قضية الحرب ضد جميع المنظمات الإرهابية والشبكات الإجرامية التي تستغل اسم الدين الإسلامي دون تمييز بينهم ، وأضاف: “نحن سعداء بعرضنا لتشكيل مركز منظمة المؤتمر الإسلامي للتعاون الاستخباراتي والأمني وقد رحبت الدول الأعضاء بذلك. كما أعربنا عن رغبتنا في مبادرة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب وتحويلها إلى هيئة فعالة في معالجة الأزمات والتهديدات “.

وأشار أردوغان، مرة أخرى إلى تقبل الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي انتقاداتهم وعروضهم المتعلقة في التمثيل غير العادل في المنظمات الدولية، لا سيما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .

6ـ دور الشباب والمرأة في منظمة المؤتمر الإسلامي:

أفاد أردوغان، إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي لديها فرع للشباب واقترح إنشاء فرع للنساء داخل منظمة المؤتمر الإسلامي وإذا حدث ذلك فإن النساء ستكن قادرات على التعبير ومناقشة مشاكلهن في الاجتماعات الدولية. وأضاف: “أقدر وجود وحدة داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، وفرع للمرأة. وأنه خلال القمة كان لدينا فرصة للتعبير عن وجهة نظرنا بأن الشباب والنساء يجب أن يكونوا أكثر نشاطا داخل منظمة المؤتمر الإسلامي.

7ـ تشكيل هلال أحمر مشترك ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي

قال أردوغان، “أبدينا خلال القمة أيضا فكرة إنشاء منظمات الهلال الأحمر في الدول الأعضاء تحت مظلة مشتركة لتحويلها إلى منظمة إغاثة أكثر فعالية في العالم”، وأضاف: إن” منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي يتألف من 56 دولة إسلامية، لا يملك هلالا أحمر مشتركة. إن كل بلد له منظمات كالهلال الأحمر أو ما شابه خاصة به مع أسماء مختلفة ولكن أقول ينبغي أن تجمعهم منظمة المؤتمر الإسلامي تحت مظلة واحدة، وتحويلها إلى منظمة مشتركة، وإذا حدث هذا، فإني أعتقد أن هذه المنظمة ستكون أكثر قوة عندما تمد يد العون للمسلمين وغير المسلمين. واقتراح آخر طرحناه خلال القمة هو إنشاء مؤسسة للتحكيم وأن تكون اسطنبول مقرها “.

8ـ إدخال المسلمين الذين يسكنون في بلاد غير إسلامية كمجموعة داخل منظمة المؤتمر الإسلامي:

لفت أردوغان، الانتباه إلى خطة العمل 2016-2025، التي ترسم خريطة طريق لجهود التنمية في الدول الأعضاء، ودراسة اقتراح الرئيس بكر عزت بيغوفيتش من مجلس البوسنة والهرسك إضافته كممثل لمسلمي أوروبا وأيضا إضافة مسلمي آسيا وأفريقيا ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي. كما وأعرب الرئيس عن رغبة تركيا في إنشاء مجموعة تمثل المسلمين الذين يعيشون في دول غير إسلامية ويشكلون 30إلى 40 مليونا في أوربا فقط وذلك بإنشاء مجموعة تمثيل لهم داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، وأعرب عن اعتقاده بأن الخطوات اللازمة لتحقيق كل هذه الأمور سوف تتخذ بسرعة تحت رئاسة تركيا ورصد أمانة منظمة المؤتمر الإسلامي .

9ـ الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية وكوسوفو

أعرب أردوغان إلى أن قراباغ بقيت تحت الاحتلال الأرمني لمدة 25 عاما على الرغم من قرارات الأمم المتحدة لصالح أذربيجان، معربا عن دعم النضال الأذربيجاني وأضاف أن مجموعة مينسك يجب أن تتخذ خطوات جادة في هذا الأمر .

وأضاف: “يحزنني أن هناك دولا بين الدول الاسلامية الـ 56 لا تزال غير معترفة بجمهورية شمال قبرص التركية وكوسوفو. ويصعب عليّ فهم مبررات تأجيل قضية الاعتراف بهم “، وفيما يتعلق بمشكلة جامو وكشمير.

وقال أردوغان:” نحن نعتقد أن الطريقة الأفضل والأكثر إنصافا من أجل حل مشكلة جامو وكشمير هي اإحترام خيارات الشعب في منطقة. فمن المستحيل أن نفهم لماذا تستمر مشكلة كشمير هذه المدة الطويلة ؟. ولا يسعنا إلا السماع لمطالب الشعب “.

10ـ أهمية المنظمة:

قال أردوغان :”على جميع البلدان الإسلامية أن تعمل معا لمنع الخوف من الإسلام وإيقاف الضغط والعنف ضد المسلمين الذين يعيشون في بعض البلدان كأقليات”. وأضاف: ” سنعمل خلال فترة ترؤسنا للمنظمة على تحويل منظمة المؤتمر الإسلامي إلى منصة فعالة من أجل وحدة وتضامن المسلمين. لأنه بصراحة، إذا لم يكن بإمكاننا أن ننتج حلولا لمشاكل المسلمين فإن وجود هذه المنظمة سيصبح بلا معنى. لماذا نترك قضايا المسلمين لغير المسلمين؟ يجب على المسلمين حل قضاياهم بأنفسهم، ويجب على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تفعل ذلك. اسمحوا لي أن أقول هذا بوضوح وبصدق. انظروا إلى ما يحدث في البلدان الإسلامية . هل هناك دولة متحدة ؟ أين ثروات الدول الإسلامية ؟ إنها تذهب لغير المسلمين، انظروا إلى نفط العراق 80 بالمئة منه تستولي عليه الدول التي تدخلت في العراق بينما لا يمتلك العراق سوى 20 بالمئة، انظروا إلى ليبيا أين أموال ليبيا؟ لم يبق في بنوكها سوى 40 مليار ونصف بعد أن كانت تمتلك 170 مليار دولار؟ أين ذهبت؟ ” وتابع حديثه عن الدول الإفريقية التي ينطبق عليها الحال نفسه مشيرا إلى ضرورة أن يعرف الجميع من الذي سرق خامات الذهب والماس من إفريقيا .

11ـ البيان الختامي لقمة إسطنبول:

علق أردوغان على البيان الختامي بقوله : “سيكون لهذا البيان أهمية كبيرة لأنه يعكس الموقف المشترك للعالم الإسلامي ويصور مشاكله الحالية. كما أنه يتناول القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فضلا عن التطورات والأوضاع الإنسانية في الدول الأعضاء جنبا إلى جنب مع أوضاع المسلمين في الدول غير الأعضاء “.

وأضاف “سنواصل على نحو متزايد دعم النضال في سبيل استقلال القدس برفقة أشقائنا الفلسطينيين وإن القرار الذي اعتمد في قضية فلسطين هو أقوى تعبير عن دعمنا ودعم العالم الإسلامي للمقاومة الشريفة لدى الأشقاء الفلسطينيين وسنواصل على نحو متزايد دعم هذا النضال من أجل استقلال القدس”.

ثانياً: تطورات السياسة الخارجية التركية:

تعددت قضايا السياسة الخارجية التي كانت محلاً للاهتمام خلال الفترة التي يغطيها التقرير، وجاءت أبرز العناوين على النحو التالي:

1ـ القمة الإسلامية والأزمة بين إيران والمملكة العربية السعودية:

جاءت استضافة تركيا للقمة الثالثة عشرة لمؤتمر التعاون الإسلامي على رأس أحداث هذا الأسبوع، بما شهدته من بيانات ختامية أدانت التحركات الإيرانية داخل العالم الإسلامي وكذلك أذرعها مثل حزب الله اللبناني (تي آر تي)، إلى جانب اللقاءات الهامة التي عقدها الرئيس التركي مع كل من الملك سلمان والرئيس الإيراني على حد سواء.

جاء البيان الختامي للقمة صادمًا لإيران التي تحاول أن تزيد نفوذها في الإقليم، فكان رد عموم الدول الإسلامية برفض تحركاتها وإدانة سياساتها، في البنود من 30 وحتى 33، التي أكدت على “أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها”.

كذلك “أدان المؤتمر الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران والتي تشكل خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الديبلوماسية”.

كما “رفض المؤتمر التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في المملكة العربية السعودية، حيث إن ذلك يعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية مما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وجميع المواثيق الدولية”.

و”أدان المؤتمر تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب”، بينما أدان المؤتمر في البند 105 “حزب الله لقيامه بأعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة” (منظمة التعاون الإسلامي)، وقد غادر خاتمي الجلسة الختامية اعتراضًا على البيان (دوت مصر).

وبينما كانت تنعقد جلسات قمة مؤتمر التعاون الإسلامي، كان الجنرال قاسم سليماني يزور موسكو لتأمين الحصول على أسلحة جديدة لإيران وكذلك لجيش النظام السوري، في تحد واضح لمنظمة المؤتمر الإسلامي ودولها المجتمعة التي أدانت سياسات طهران (هاف بوست).

وتلعب تركيا دور الوسيط ما بين كل من السعودية وإيران، لدفع طهران نحو التعاون الإيجابي، بينما باتت السعودية تلعب دور “الشرطي الشرس” مع إيران، حيث تستخدم الرياض الآن قوتها الصلبة في مختلف النزاعات الإقليمية بدءًا من اليمن جنوبًا وحتى سوريا شمالاً في مناورة رعد الشمال، وكذلك تشكيلها للتحالف الإسلامي، ومشاركتها بقوة في ضرب المليشيات الموالية لطهران في حرب بالوكالة في الصراع السوري.

أما أنقرة فبينما توجه الانتقادات العلنية للسياسة الطائفية لطهران في الإقليم على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو والتي وصفها بأنها خطيرة (دويتش فيلله)، إلا أنها توصل رسائل إيجابية من جهة أخرى عن طريق كل من رئيس وزرائها أحمد داود أوغلو من خلال زيارته الأخيرة لطهران، وكذلك بعقد أردوجان قمة مع نظيره الإيراني في أنقرة (16 أبريل 2016)، في الاجتماع الثالث لمجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وإيران، برئاسة أردوغان وروحاني، والذي تضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب مناقشة أهم القضايا الإقليمية والدولية (تركيا بوست)، وشدد الرئيس التركي، على ضرورة عمل بلاده وإيران بشكل مشترك، من أجل التغلب على الإرهاب، ومظاهر الطائفية، مشيرًا إلى أهمية البلدين على الصعيد الدولي والإقليمي، مضيفًا: “علينا العمل معًا من أجل إيقاف إراقة الدماء والأزمات في منطقتنا، وفي طليعتها سوريا والعراق، والتغلب على مشاكل الإرهاب والطائفية اللتين تزعزعان منطقتنا، وما ينجم عنهما من أزمات إنسانية” (الأناضول)، فيما أدان روحاني السعودية واتهمها بأنها “تسيطر على منظمة التعاون الإسلامي بأموالها” وقال أن المنظمة “سوف تندم على مواقفها ضد إيران” (سي إن إن).

وعلى الجانب الآخر وعلى هامش قمة مؤتمر التعاون الإسلامي أيضًا أعلن كل من الرئيس أردوجان والملك سلمان تشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، سعياً للمزيد من العمل المشترك، وتعزيز العلاقات في كل المجالات، لخدمة الأمن والاستقرار في المنطقة، والتباحث كذلك بشأن التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب والاستمرار في دعم المعارضة السورية المعتدلة (سي إن إن)، فيما يبدو أنه تحالف موجه بالأساس ضد سياسات طهران بالمنطقة، ويأتي ذلك بالتوازي ايضًا مع تمركز عشرين طائرة مقاتلة وقاذفة سعودية ومروحية وطائرات استطلاع، من طراز إف15 وتايفون وتورنادو وآباتشي من قاعدة أنجرليك التركية لضرب تنظيم الدولة (روسيا توداي)، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة لتزويد أنقرة بالنفط والغاز لتكون الرياض بديلاً إضافيًا لكل من طهران وموسكو.

كما جاءت زيارة لملك سلمان لأنقرة تتويجا للتقارب الملحوظة بين البلدين وزيادة التعاون بينهما في مختلف المجالات، حيث أكد أردوجان أن “سياسة الملك سلمان صمام أمن للمنطقة”، ومنحه أعلى وسام في الجمهورية التركية (العربية)، فيما يبدو أن محور سلمان – أردوجان سيكون هو القائد لمختلف السياسات الإقليمية في المستقبل القريب، بعد ذلك التعاون في المجالات العسكرية والسياسات الإقليمية وكذلك الاقتصادية والطاقوية.

ومن ناحية أخرى أكد البيان الختامي لقمة التعاون الإسلامي كذلك على محورية القضية الفلسطينية وعلى ضرورة تنفيذ إسرائيل قرارات الأمم المتحدة، كما دعا أردوجان الدول الإسلامية إلى الالتزام بتعهداتهم المالية تجاه مختلف قضايا العالم الإسلامي (توركيش ويكلي)، وأدان البيان كذلك الاعتداءات الأرمينية على جمهورية أذربيجان واحتلالها لأراضيها بالقوة في الفقرتين 16 و17، وهو ما يعكس النفوذ التركي داخل المنظمة وتقلص تأثير الدولة الإيرانية التي تؤيد أرمينيا في صراعها مع أذربيجان.

2ـ مراقبة تركيا اليوم هي مثل مشاهدة كارثة تحدث أمامك بالتصوير البطيء (CNN11 أبريل 2016):

يقول الكاتب أنه مع انقسام المعارضة في البلاد، هيمن حزب العدالة والتنمية على السلطة التشريعية، ولكن في انتخابات يونيو 2015، خسر حزب أردوغان الأغلبية المطلقة في البرلمان، بينما ارتفع دعم الحزب الديمقراطي للشعوب الموالية للاكراد في استطلاعات الرأي، مما ترك البلاد في حالة من الفوضى .

ولم يكن من المتوقع للانتخابات المبكرة، المقرر عقدها في الأول من نوفمبر/كانون الثاني، أن تخفف من الجمود السياسي، وزاد الهجوم على أنقرة الوضع سوءا، لأن الاستقطاب السياسي حول أردوغان يتخطى كل الاعتبارات الأخرى – فهناك عدد قليل من الناس من المؤيدين والمعارضين لحزبه يُرجّح أن يغيروا أصواتهم، رغم مذابح السبت.

وما يجعل هذه الانقسامات العميقة مقلقة جدا هو وقوعها في وقت تواجه البلاد فيه تحديات أمنية في جوارها، يتمثل بشكل أساسي في النظام السوري الوحشي لبشار الأسد، والدولة الإسلامية في العراق وسوريا، “داعش.” فمنذ بداية الحرب الأهلية السورية في 2011، حاولت أنقرة عبثا الإطاحة بالأسد، الذي اتهمته بالمسؤولية عن تفجير 2013 في الريحانية، البلدة التركية التي تقع قرب الحدود السورية، والتي راح ضحية الانفجار فيها أكثر من 50 شخصا .

ومع تعزيز روسيا لقوات الأسد حاليا، لدى العاصمة التركية أسبابا أكثر للخوف من سوريا. لكنها تشعر بالقلق أيضا إزاء “داعش”، وخاصة منذ انضمام أنقرة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم الصيف الماضي، وهي الخطوة التي تلت هجوم “داعش” على سروج، مدينة تركية أخرى بالقرب من الحدود السورية. وللأسف، ليس الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يهاجم “داعش” تركيا مرة أخرى .

وخلص المقال إلى أنه على تركيا أن تخشى نفسها أكثر من أي شيء آخر. فعلى عكس ما حدث في التاسع من سبتمبر، التي أدت إلى تضامن الولايات المتحدة، من المرجح أن تترك تفجيرات أنقرة الدولة منقسمة، إذ تلقي الجماعات المؤيدة لأردوغان اللوم على حزب العمال الكردستاني وتلقي الجماعات المناهضة لأردوغان اللوم على الحكومة. ورغم إمكانية تغلب تركيا على الأسد وحزب العمال الكردستاني أو داعش، فإنه لا يمكن أن تكسب معركة ضد نفسها .ونتيجة لذلك، مراقبة تركيا اليوم هي مثل مشاهدة كارثة تحدث أمامك بالتصوير البطيء، إذ يبدو أن الدولة تتفكك بشكل متزايد. والمستقبل يبدو قاتما .

3ـ العلاقات التركية الأمريكية.. اختلاف المصالح والقيم، علي بيرام أوغلو، 11 أبريل 2016، (ترجمة وتحرير ــ تركيا بوست)

تمر العلاقات التركية الأمريكية بمرحلة حرجة رغم استمرار الشراكة والتعاون العسكري ورغم كون كلا الدولتين لا غنى عنهما بالنسبة لبعض، وهناك عاملان رئيسيان يقفان خلف هذا التوتر، اختلاف المصالح، واختلاف القيَم. إن اختلاف نظرة تركيا والولايات المتحدة للشرق الأوسط واختلاف مصالحهم بل وصراعهم لأجله بين الحين والآخر يعتبر أهم عامل حساس يغذّي التوتر الحاصل بين الدولتين .

ففي المرحلة الثانية من الربيع العربي كان موقف تركيا من الانقلاب العسكري في مصر ودعمها للإخوان المسلمين وسياستها في دعم حماس من العوامل التي وضعت البلدين في قطب مختلف وابتدأت مرحلة حساسة جديدة .

واليوم تعيش كلا الدولتين مشكلة في الهلال الكردي في سوريا والمنطقة الآمنة وفي موضوع حزب الاتحاد الديمقراطي تحديدا. فرفض الولايات المتحدة السريع لاقتراح المنطقة الآمنة ودعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي في الحرب مع داعش واعتباره شريكا لها كان يخالف آمال وسياسة تركيا .

كما أن اختلاف أنظمة القيَم في العلاقات بين تركيا والغرب وخاصة أمريكا لا يقل أهمية عن عامل اختلاف مصالحهم. وبالتالي فإن انعكاس زيارة أردوغان للولايات المتحدة إلى الخارج كان يعطي رؤوس أقلام واضحة عن هذا الصراع .وانتهي الكاتب إلى المشكلة الحالية هي أن ننتظر المزيد من الصراع والتدهور في العلاقات وليس أن تسير الأمور بشكل طبيعي.

4ـ العلاقات السعودية – التركية: توظيف استراتيجي لخدمة المصالح الإسلامية (الحياة، 12 أبريل 2016)

استعرض التقرير تطورات العلاقات السعودية التركية خلال الأعوام الأخيرة، حيث سجلت الزيارات المتبادلة بين القيادتين السعودية والتركية دليلاً مهما على ذلك، وشهدت التوقيع على عدد من الاتفاقات بين البلدين في مختلف المجالات. ففي إطار الزيارات المتبادلة بين الجانبين استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان ولياً للعهد في 27 كانون الثاني (يناير) 2013 في الرياض وزير الخارجية التركي البروفيسور أحمد داود أوغلو، كما قام في 21 أيار (مايو) 2013، حين كان ولياً للعهد بزيارة رسمية إلى تركيا التقى خلالها الرئيس التركي السابق عبدالله غول، وعقدا اجتماعاً استعرضا فيه العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين في مختلف المجالات، وحضرا توقيع اتفاق التعاون الصناعي الدفاعي بين البلدين الذي وقعه من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل رحمه الله، ومن الجانب التركي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.

وفي اليوم ذاته، اجتمع الملك سلمان بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) في أنقرة مع وزير الدفاع التركي عصمت يلماز، ووزير الخارجية التركي البروفيسور أحمد داود أوغلو كل على حدة. وفي 22 أيار (مايو) 2013 قام الملك سلمان بن عبدالعزيز، بزيارة إلى رئيس الوزراء التركي (آنذاك) رجب طيب أردوغان في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة، وعقدا اجتماعاً بحثا خلاله عدداً من المواضيع.

وفي الثاني من آذار (مارس) 2015 عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض جلسة محادثات رسمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جرت خلالها مناقشة آفاق التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي 17 حزيران (يونيو) 2015 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، والوفد المرافق له.

وفي 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى تركيا على رأس وفد المملكة للمشاركة في قمة قادة دول مجموعة الـ20 التي عقدت بمدينة أنطاليا، حيث التقى خلال القمة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعماء دول المجموعة.

وفي 15 نوفمبر من العام ذاته التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أنطاليا رئيس وزراء تركيا البروفيسور أحمد داوود أوغلو، على هامش أعمال قمة المجموعة. وفي 29 كانون الأول (ديسمبر) 2015 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعقدا جلسة محادثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون بين البلدين، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

5ـ التفاعلات الدولية التركية:

(أ) العلاقات التركية العربية:

تأسيس أول صندوق تركي سعودي للاستثمار العقاري بقيمة 500 مليون دولار (تركيا الآن)، ليبيا تدعو الشركات التركية إلى العودة واستكمال استثماراتها (تركيا الآن)، 30 ألف سوري ينزحون باتجاه تركيا تحت وطأة القتال في حلب (تركيا الآن).

(ب) روسيا وتركيا:

سفير تركيا بالأمم المتحدة: اتهامات روسيا لنا محاولة لصرف الأنظار عن ضحاياها بسوريا (الأناضول)، بوتين: الحظر المفروض على المنتجات التركية ألحق الضرر باقتصادنا (تركيا الآن)، والخارجية التركية تنتقد تعليق روسيا أنشطة المجلس القومي لتتار القرم (أخبار تركيا).

(ج) تركيا والغرب:

أمريكا ترسل “الصياد الخفي” إلى تركيا لضرب اتصالات “داعش” (سي إن إن)، وأنقرة ترفض تقرير أوروبي يصف أحداث 1915 بالـ “الإبادة الجماعية” (الأناضول)، وميركل تقبل طلب محاكمة فنان كوميدي أهان أردوجان (توركش ويكلي).

لا يزال الجوار التركي مشتعلا بالأزمات، لا سيما مع اندلاع المعارك في حلب السورية، مما أجبر 30 ألف لاجئ على النزوح باتجاه تركيا، وهو ما يمثل ضغطًا متزايدًا على الدولة التركية، التي عقدت اتفاقًا للاجئين مع الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، ومن المقرر أن تزور المستشارة الألميانية ميركل أنقرة للتباحث في عدة ملفات مع الجانب التركي، وذلك بعدما قبلت محاكمة فنان كوميدي سخر من الرئيس التركي رجب طيب أردوجان. وفيما يتعلق بالحرب ضد تنظيم الدولة، أرسلت الولايات المتحدة إلى قاعدة أنجرليك التركية طائرات من طراز Prowlerالقادرة على التصنت والتشويش، وتتمثل مهمتها في اعتراض اتصالات التنظيم وتنفيذ عمليات المراقبة الإلكترونية.

وفيما تزال العلاقات التركية الروسية متأزمة وتشهد شد وجذب وتلاسن علني بين الجانبي، بالرغم من صدور إشارات بالنية في تحسين العلاقات، كان أهمها ذلك التصريح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأن الحظر الروسي على المنتجات التركية ألحق الضرر باقتصاد بلاده، فيما انتقدت تركيا تعليق روسيا أنشطة المجلس القومي لتتار القرم. وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد جرى في شبه الجزيرة في 16 مارس 2014، دون اكتراثٍ للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.

وينتمي تتار القرم، إلى مجموعة عرقية تركية تعتبر شبه الجزيرة موطنها الأصلي، وتعرضوا إلى عمليات تهجير قسرية نحو وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك. وصودرت بيوت تتار القرم وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، بتهمة “الخيانة” عام 1944، لتوزع على العمال الروس الذين تم جلبهم وتوطينهم في شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام، شمال البحر الأسود، وقد أدت عمليات التهجير القسرية إلى أحداث مأساوية قضت على حياة نحو 300 ألف من التتار، لا سيما أثناء نقلهم في عربات القطارات خلال عمليات التهجير.

وقد وجهت روسيا اتهامات لأنقرة بـ”التغاضي والتواطؤ” في تهريب “داعش” للآثار والنفط من سوريا، فيما ردت تركيا بأن تلك الاتهامات محاولة من روسيا للتغطية على جرائمها وضحاياها في سوريا، في استمرار لموجات التلاسن بين الجانبين، فيما رفضت تركيا التقرير الأوربي الذي يعتبر ما حدث في عام 2015 إبادة جماعية للأرمن، وهي القضية التي تضغط عليها مختلف الأطراف للضغط على الدولة التركية، وذلك بتحريك القضية على يد ناشطين أرمن في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حد سواء.

وفي إطار التقارب المتزايد بين أنقرة والرياض، أسس الجانبان صندوقًا للاستثمار العقاري تحت رعاية رئاسة الوزراء التركية بقيمة مبدئية تصل إلى 500 مليون دولار، وذلك لتسهيل وتسريع شراء المستثمرين السعوديين عقارات في تركيا، بعد تزايد الطلب الخليجي بصورة عامة على العقارات في تركيا منذ عام 2012، وهو ما أحدث طفرة في قطاع العقارات وارتفعت أسعار الأراضي والعقارات بصورة ملحوظة منذ ذلك الحين، وجاء ذلك تزامنًا مع تحديث البنية التحتية التركية واستثمار الحكومة في ذلك القطاع الهام من أجل جلب الاستثمارات الأجنبية، وأنشئ ذلك الصندوق من أجل التغلب على أية عقبات تواجه المستثمرين.

وعلى الجانب الآخر وجّه رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي “فايز السراج” كافة الشركات التركية التي كانت تستثمر في ليبيا قبل بدء الأحداث الدامية فيها، للعودة مجدداً واستكمال استثماراتها.

وجاء ذلك خلال لقائه برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على هامش أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول، حيث أوضح خلاله السراج أنّ بلاده تمتلك فرصاً استثمارية في العديد من المجالات، وأنّ على الشركات التركية الاستثمار في مشاريع جديدة في ليبيا. وأبدى داود أوغلو استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لحكومة الوفاق الوطني في المجال الاقتصادي وإعادة الإعمار، واعدًا بتسهيل إجراءات حصول الليبيين على التأشيرة التركية، واستئناف رحلات الخطوط الجوية التركية لليبيا في الفترة القادمة.

ثالثاً: تطورات المشهد الداخلي التركي:

  1. تركيا.. الأمن يوقف 25 شخصا في عملية ضد “الكيان الموازي” (تركيا بوست).
  2. القاء القبض على عميلين روسيين في اسطنبول (تركيا بالعربي).
  3. تركيا: مشروع قانون يطالب برفع الحصانة عن النواب (جيهان).
  4. تركيا تصنع حوامات “بلاك هوك 109” (تركيا بالعربي).
  5. تركيا تحجب وكالة أنباء سبوتنيك الروسية الرسمية (جيهان).
  6. أردوغان من المحزن ذكر حضارة بنيت على أركان السلام والاستقرار إلى جانب الإرهاب والطائفية (الأناضول).
  7. تركيا: مصابين جراء سقوط صواريخ من سوريا (جيهان)
  8. ميركل تزور تركيا (توركش ويكلي).
  9. إسطنبول تعتزم إنشاء نفق للمشاة تحت مضيق البسفور (تركيا بوست).

دلالات تطورات المشهد الداخي:

شهد الأسبوع الماضي عدة تغيرات على الساحة الداخلية كان من أهمها تحرك الحكومة التركية في مسارين لترتيب أوضاع البيت الداخلي، كان أولاهما هو حملة مداهمات شهدت توقيف 25 شخصا متهمين بانتمائهم للكيان الموازي، أما المسار الثاني فهو تقديم نواب بالبرلمان طلبات برفع الحصانة عن نواب البرلمان، حيث قدم برلمانيون 550 طلبا لرفع الحصانة عن نواب من أجل المحاكمة، أكثر من نصف هذه الطلبات تتعلق بنواب حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان البالغ عددهم 59 نائبا حيث يتمتع نواب البرلمان في تركيا بحصانة ضد المحاكمة، وقدم وقّع نواب حزب العدالة والتنمية البالغ عددهم 316 نائبا على مشروع الاقتراح بقانون الذي قدم للبرلمان أمس (تركيا تايمز).

كما ألقت السلطات التركية القبض على عميلين للاستخبارات الروسية في أسطنبول يعتقد أنهما نفذا اغتيالا ضد القائد الشيشاني واحد إديلغيريريف على الأراضي التركية، وقد عثر مع العميلين على هويات مزورة وصور ومعلومات تثبت ارتباطهم بمسؤولين روس، وعدد من أجهزة الذاكرة وخمسة هواتف نقالة، في الوقت الذي حجبت فيه السلطات موقع وكالة سبوتنيك الرسمية الروسية، وذلك بسبب بثها لإشاعات وأخبار كاذبة عن تركيا.  ومن ناحية أخرى تستمر تركيا في التقدم في الصناعات العسكرية، وهذه المرة صنعت حوامات بلاك هوك 109، كما تتواصل الطفرة الإنشائية والمعمارية في البلاد بعزم أنقرة على إنشاء نفق للمشاة تحت مضيق البسفور، واستكمال البنية التحتية الأساسية التي تربط الجانبين الآسيوي والأوروبي من أسطنبول.

وجاءت خطبة أردوجان في ختام منظمة المؤتمر الإسلامي مفعمة بالروح الإسلامية التي تسعيد الوحدة والحث على القيم والبعد عن الفرقة والطائفية، ودعا إلى نصرة قضايا المسلمين في مختلف أنحاء العالم وفي القلب منها القضية الفلسطينية، وكذلك دعا إلى تشكيل هيئة مشتركة من الدول الإسلامية للهلال الأحمر.

وتستمر الحرب السورية في تصدير المشكلات للجانب التركي، وكان آخرها سقوط صواريخ قادمة من سوريا على الأراضي التركية، وتظل الحدود الجنوبية الشرقية والمحافظات التركية المتاخمة لتلك المنطقة تمثل صداعا للدولة التركية التي يسقط منها جرحى وقتلى بصورة يومية بعد تجدد الصدامات على الساحة الكردية.

رابعاً: تطورات العلاقات التركية المصرية:

قطعت قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في اسطنبول التكهنات بحدوث تقارب بين الجانبين التركي والمصري، بعد أن ألقى ممثل مصر في القمة وزير الخارجية سامح شكري كلمة مقتضبة تحاشى فيها ذكر تركيا، كما تجنب الطرفان مصافحة بعضهما البعض أثناء عملية تسليم وتسلم القمة من مصر إلى تركيا، بعد أن دارت تكهنات بأن يتم تحقيق قدر ولو ضئيل من كسر الجليد في العلاقات بين الجانبين، بعد زيارة الملك سلمان للقاهرة فيما بدا أنه محاولة لتقريب وجهات النظر بين القاهرة وأنقرة من أجل تحقيق مصالح دول الإقليم في إطار التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب.

وقال مسؤول دبلوماسي مصري شارك في ترتيبات الزيارة وحضر اللقاءات التي جمعت بين وزيري الخارجية المصري والسعودي، إن الملك سلمان طلب من الرئيس السيسي ضرورة إيجاد صيغة للتنسيق وفتح قنوات التواصل مع الجانب التركي خاصة في الملفات ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً أن رد فعل الرئيس السيسي أكد عدم ممانعته لذلك لكن على مستويات التمثيل الدبلوماسية فقط، وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد صرح في لقاء صحفي بالقاهرة في 10 أبريل إن بلاده بالفعل قادرة على الوساطة بين مصر وكل من تركيا وقطر (هاف بوست).

لكن بالنظر إلى التطورات الأخيرة فإنه ليس من المتوقع في المدى القريب أن تعقد مصالحة بين الجانبين؛ حيث إن الشروط التركية لإعادة العلاقات تتمثل في إطلاق سراح جميع السجناء والمعتقلين السياسيين، على رأسهم الرئيس محمد مرسي، والسماح للأحزاب كلها بممارسة أنشطتها السياسية دون إقصاء أي واحد منها كما تطالب القاهرة على الجانب الآخر بتسليم قيادات الإخوان وكذلك الاعتذار التركي عن التدخل في الشئون المصرية، فيما يبدو أن القاهرة هي الأكثر احتياجيًا في الفترة الحالية إلى إعادة دمجها في السياسات الإقليمية نظرًا لظروفها الاقتصادية وكذلك توجهاتها المخالفة للرياض فيما يتعلق ببقاء بشار الأسد والتعامل مع الجماعات المسلحة في المنطقة، بينما يصعد المحور السعودي التركي في مختلف المجالات ويبدو أنه سيكون قائدًا لمعظم السياسات الإقليمية في الفترة المقبلة، وهو ما يعني مزيدًا من التهميش للدور المصري.

فيما لا توجد دوافع حقيقية لدى الجانب التركي لإجراء مصالحة مع مصر؛ حيث إن الموقف الأخلاقي للرئيس التركي برفض الانقلابات العسكرية واستعادة الديموقراطية في مصر وإعادة دمج جميع الأحزاب في العملية السياسية وإطلاق سراح المعتقلين لا يمكن المساومة عليه، كما أن الأوضاع الاقتصادية التركية أكثر استقرارًا، بينما يتعرض النظام المصري إلى عدة أزمات كان آخرها مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني والضغط المتزايد على النظام بسبب ملف حقوق الإنسان وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إعرابه عن قلقه العميق من تدهور اوضاع حقوق الإنسان في مصر خاصة بعد إعلان القاهرة إعادة التحقيق في طبيعة عمل الجمعيات غير الحكومية (بي بي سي).

لذلك فإن استمرار القاهرة في عدم عقد مصالحة مع تركيا ربما يؤدي إلى مزيد من تهميش وعزلة النظام المصري، والذي يرى كذلك ضرورة بقاء نظام بشار الأسد، وهو ما يبدو خارج إطار الإرادة الدولية، وهو ما أكد عليه الأطراف المعنيون بمحادثات جنيف وإدارة الأزمة السورية، بينما تحتاج القاهرة إلى استثمارات أجنبية عاجلة من أجل انتشال اقتصادها وتدهور عملتها في الفترة الأخيرة، كما من المتوقع أن تزيد الضغوط الدولية على مصر بسبب ملف حقوق الإنسان في الفترة القادمة.

خلاصة:

كان هذا الأسبوع دولياً بامتياز للسياسة التركية، مع احتضان تركيا لقمة منظمة التعاون الإسلامي، لمدة خمسة أيام (10 إلى 15 أبريل 2015) وطغت أحداث وفعاليات القمة على كل القضايا الإقليمية والدولية، ورغم حرص الحكومة التركية على نجاح القمة، فإن تنظيمها لم يخل من العديد من التوترات، على خلفية الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية على مناطق النفوذ والسيطرة، وهو صراع في جانب كبير منه يتعارض مع مصالح ومنطلقات السياسة الخارجية التركية، والتي تجد نفسها طرفاً في صراعات هي في غني عنها في هذه المرحلة، خاصة وأنها تعاني من العديد من الاختراقات الداخلية لأمنها القومي، كما تعاني بقوة من تداعيات الأزمة السورية، وتطورات الأوضاع في العراق، ومع اختلاف التوجهات التركية، اصطدمت مع مصالح وتوجهات عدد من القوى الإقليمية والدولية، وهو ما يشير لمزيد من مؤشرات عدم الاستقرار السياسي للنظام التركي خلال المرحلة القادمة.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close